اللؤلؤه السوداء مــديــرة عــــامـــه
| موضوع: شرح حديث (( كـُنْ في الدُّنـْيا كأنك غـَريبٌ..)). السبت 20 نوفمبر 2010 - 15:00 | |
| بسم الله الرحمن الرحيم والصلاه والسلام على اشرف الخلق وسيد المرسلين سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين السلام عليكم ورحمه الله وبركاته عَنِ ابن ِ عُمَرَ رضي الله عنهما قـال : أخـَذ َ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم بـِمَنـْكـِبـَيَّ , فقال : (( كـُنْ في الدُّنـْيا كأنك غـَريبٌ, أو عَابـِرُ سبيل ٍ )). وكان ابنُ عـُمـَرَ يقولُ : إذا أمسيتَ , فلاتـَنـْـتـَظـِر الصَّباح , وإذا أصبحْتَ فلا تـَتـْـتـَظـِر المساء ََ,وخـُّّذ ْ مِنْ صِحـَّـتـِكَ لِمَرَضِكَ , ومن ْ حياتِكَ لِمَوتـِكَ ))رواه البخاري ُّ . الكلمة معناها بمنكبي مجمع العضد والكتف كأنك غريب أو عابر سبيل لا تجد من تستأنس به .مار بطريق متجه إلى وطنه أو بمعنى (( بل)) من قبيل الترقي ( أي من : الغريب الذي ربما يطمئن في غير بلده إلى المسافر العازم على الذهاب إلى بلده ) فلا تنتظر الصباح بالأعمال الصالحة فلا تنتظر المساء أيضا بالأعمال , بل فاعمل في المساء والصباح . وخذ من صحتك لمرضك اغتنم العمل في حال الصحة ومن حياتك لموتك اعمل في حياتك ما ينفعك بعد موتك قال الشيخ ابن العثيمين عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : ((أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي)) , يعني :أمسك بهما لأجل أنيسترعي انتباهه ليحفظ ما يقول , فقال له : (( كن في الدنيا كأنك غريب أوعابر سبيل )) الغريب هو : المقيم في البلد وليس من أهلها , أو عابر سبيل :هو الذي مر َّ بالبلد وهو ماش مسافر , ومثل هؤلاء* أعني الغريب أو عابرالسبيل * لا يتخذ هذا البلد موطنا ً ومستقرًا له ؛ لأنه مسافر, فأخـَذ َتْهذه الموعظة من عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ما أخـَذَتْ من قلبه ,ولهذا كان يقول : (( إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح ,وإذا أصبحت فلا تنتظرالمساء )) : يعني : إذا أمسيت فلا تقول : سوف أبقى إلى الصباح , كم منإنسان أمسى ولم يصبح , وكذلك قوله : (( وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء ))فكم من إنسان أصبح ولم يمسي , ومراد ابن عمر في ذلك أنه ينتهز الإنسانالفرصة للعمل الصالح حتى لا تضيع عليه الدنيا وهو لا يشعر . قال )): وخذ من صحتك لمرضك )) : يعني: بادر في الصحة قبل المرض فإن الإنسان ما دام صحيحا يسهل عليه العمل؛لأنه صحيح منشرح الصدر منبسط النفس , والمريض يضيق صدره ولا تنبسط نفسه ,فلا يسهل عليه العمل (( ومن حياتك لموتك )) : أي : انتهزالحياة مادمت حيا قبل أن تموت ؛ لأن الإنسان إذا مات انقطع عمله , صح َّذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال : (( إذا مات الإنسان انقطع عملهإلا من ثلاث : صدقة جارية , أو علم ينتفع به , أو ولد صالح يدعو له ))أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة . ومن فوائد هذا الحديث 1- أنه ينبغي للإنسان ألا يجعل الدنيا مقر إقامة , لقوله صلوات ربي وسلامه عليه : (( كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل )) 2- أنه ينبغي للعاقل ما دام باقيا والصحة متوفرة أن يحرص على العمل قبل أن يموت فينقطع عمله . 3- أنه ينبغي للمعلم أن يفعل الأسبابالتي يكون فيها انتباه المخاطب لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ بمنكبيعبد الله بن عمر رضي الله عنهما. 4- فضيلة عبد الله بن عمر رضي الله عنهما , حيث تأثر بهذه الموعظة من رسول الله صلى الله عليه وسلم من كتاب الدرة السلفية شرح الأربعين النووية.
منقول | |
|