رقم الفتوى
46780
المفتيأ. د. أحمد الحجي الكردي خبير في الموسوعة الفقهية، وعضو هيئة الإفتاء في دولة الكويت
تاريخ النشر
2010-12-08
عنوان الفتوى
إصلاح المشاكل بين الزوجة والأم
السؤال
بسم الله والحمد لله، السادة
شيوخنا الأفاضل:أنا متزوج منذ عامين ولي طفلة تبلغ من العمر عاما ومنذ الأيام الأولى من الزواج، وكانت المشاكل بين أمي وزوجتي ولإعطاء كلاً منهما قدره في سبب المشاكل فإن:أولا: أمي ذات طباع حادة وعصبية وعادة ما تثور لأي شيء علي وعلى إخواتي وزوجتي، وبالرغم من أن شقة الزوجية مستقلة بي وزوجتي (فقط قريبة من منزل الوالدين) إلا أن زوجتي (هي وأهلها) تشكو تدخل أمي وتقول بأنها متسلطة وشديدة وتتدخل في جميع الأمور الخاصة بنا، وأني أستمع دائما لكلام والدتي، وليس لي قرار خاص بي ( وأتحمل هذا الإتهام )، أمي تطلب منها في كثير من الأوقات أن تساعدها في شؤون وأعمال المنزل الخاص بوالدتي وزوجتي في البداية كانت لا تمانع، ولكن بتدريج كانت تتأفف من ذلك وتتضجر (وذلك نظرا لشدة معاملة أمي لها وأحيانا تسمعها ما لا يرضيها).ثانيا: بالنسبة لزوجتي منذ الأيام الأولى من الزواج وجدت أنها غير جيدة في أغلب أعمال المنزل وكنت أنا أقوم بالكثير من أعمال المنزل وكما يقال في بلدنا ( مش ست بيت ) وكانت أمي وأخواتي يغضبون عندما يروا مثل هذا الحال بأني أقوم بمثل هذه الأعمال (الطبخ و الغسيل و أعمال النظافة ورعاية طفلتي) وكنت أصبر على ذلك محدثا نفسي بأنه لربما تصبر على أمي كما أصبر على قلة كفاءتها أنها ترعي فرائض الله من صلاة وصيام وصدقة.وجاء ما أرويه لكم:كنت في عملي خارج المدينة واتصل بي أهلي بأن حدث مشادة بين أمي وأخي معاها مع أخ زوجتي في الشارع وأنه أجبر زوجتي على الصعود إلى منزلهم، وعندما عدت لأخذها إلى منزلي رفض وحدث تشاجر بيني وبينه بالأيدي، وقد سبني واستعانوا بالجيران فآذوني جيرانهم بالضرب وعلمت أمي بالخبر فأخذت تحدث جيرانهم بما كان من زوجتي من تقصير، و توعدت لها أمام الجيران وطلب لي أخوها الشرطة وأنهيت ذلك اليوم بالإعتذار له والمصالحة له لكنه رفض، وفي الأيام التالية لهذا كنت أحاول أن أتلطف معه عبر الهاتف إلا أنه كان يقول أنه سوف يأخذ حقه مني لاحقا، وأنه علي أن أتفاوض مع خاله ( إذ أن أباها وعمها متوفيان) واتصلت هاتفيا بخاله ولم يتحدث إلي، وقال لزوجته تخبريه بأنه يتعين عليه أن يأخذ حق ابن أخته ( أخ زوجتي) بيده أولا، ثم ينظر في أمر رجوع زوجتي، وتغاضيت عن ذلك الوعيد واتصلت به مرة أخري في أول أيام العيد لعل الأمور تكون هدأت، ولكن رد علي طفل صغير بعد غياب وانتظار على الهاتف بأنه لا يمكنه الرد الآن ويتعين علي أن أتصل به في وقت لاحق.تدخل في الأمر أحد المقربين مني ليجد حلا فاتصل بالخال هذا ووجد أنه يريد مني ضمانات لإرجاع زوجتي، وتتلخص في أنه يريد إما شقة جديدة في مكان آخر أو بكتابة إيصال (شيك) بمبلغ على نفسي.ولكني رفضت الخياريين وبات الأمر على هذا الأمر حتى الآن.أنا أخشى على نفسي من بعد الزوجة.أريد من سيادتكم الرأي و المشورة وأن تضعوا كلمة لأمي فهي في غاية الانفعال فعندما أحدثها بأن تدع زوجتي لشأنها وحالها تسمعني ما لا يرضيني.وأريد كلمة لزوجتي وأهلها وخاصة أنها تضع الأمور كلها في يد أهلها دون مرعاة لأوامري وطاعتي.وآسف للإطالة ، أردت فقط إحاطة حضراتكم بكامل الموضوع حتى لا أظلم أحدا.جزاكم الله خيرا.الفتو
ى بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:فأرى أن ترسل صاحب مكانة وحكمة وفهم، ليلتقي بأولياء امرأتك، وأصحاب القرار، ويتفق الجميع على أمر تعملون به وترضونه، ثم اجعل علاقة زوجتك بأمك رسمية في حدودها الدنيا تجنبا للمشاكل، مع بطلب الطلاق، بل عليك أن تجتهدي في التغلب على المشكلة لتعود حياتكما كما كانت، وأسأل الله لكما التوفيق.وقل لزوجتك: يحسن بك أن تجتهدي في الإحسان إلى أم زوجك بما لا يترتب معه ضرر عليك، والصبر على تصرفاتها، فمعاملتك لأم زوجك بالحسنى إرضاءً لله تعالى ثم لزوجك، مما تتقربين به إلى الله تعالى، وتؤجرين عليها، وإن رأيت أن التقليل من زيارتها يصلح الأحوال ويدفع المشاكل، فلا بأس بذلك إن شاء الله تعالى.وانصح أمك أيضا في أوقات الراحة والهدوء بالبعد عن التدخل في حياتكما الخاصة، مع دعاء الله تعالى بإصلاح الأحوال في الثلث الأخير من الليل فإنه وقت إجابة.والله تعالى أعلم.